سأوجه كلماتي لعقلك لا لقلبك ولا لأحاسيسك ولا لجسدك، أنت الآن مجرد من نعمة تمتلكها وهي الغذاء والمتعة في الحياة، ستراقب أفعالك وألفاظك لتلتزم بفريضة فرضها الله عليك شهر في السنة، فهل ستراقب نفسك بالشكل الصحيح؟
الكمال لله وكلنا نخطيء وأحيانا نمتلك عادات سيئة ولكن من الجميل الإجتهاد و محاربة هذه العادات السلبية في هذا الشهر الفضيل
عادات قد تبدوا لك اعتيادية ويومية بل موسمية ولكنها أكبر خطأ قد يهدر من وقتك الكثير وتضيع عليك فرص الأجر المضاعف والتوبة وتحويل العادات السيئة إلى عادات إيجابية في حياتك
إنه وبكل أسف التلفاز
تخيل كم من الوقت تمضي أمام هذا الجهاز بعذر أنك تتابع مسلسل درامي أو كوميدي أو تاريخي، للأسف تتسابق القنوات الفضائية والمخرجون لعرض أعمالهم في هذا الشهر الفضيل فهل تعتقد أن هدفهم متعتك؟؟؟؟ لا والله هدفهم نشر أكبر كمية من المقاطع الإعلانية وربح الملايين منها في وقت أنت تجلس أمام التلفاز لأكثر من ساعه يربحون منك لمجرد جلوسك أمام التلفاز
فكر قليلا
تخيل أنت تتابع مسلسل مدته ساعه في اليوم، بمعنى ٣٠ ساعة في شهر رمضان المبارك، وبين كل ١٠ دقائق من العرض مقاطع إعلانية مدتها ٥ دقائق تقريبا، أي ان مدة عرض الحلقة الواحدة تقريبا ٤٠ دقيقة، بمعدل ٢٠ دقيقة إعلانات فقط، والآن احسب معي ٢٠ دقيقة في ثلاثين يوم من شهر رمضان المبارك
٢٠*٣٠= ٦٠٠ دقيقة في الشهر مشاهدة إعلانات فقط لمسلسل واحد
وهنا الصدمة الاكبر كم مسلسل ستتابع وكم برنامج ستشاهد وكم قصة نهايتها تافهة ستندم أنك أضعت وقتك في متابعتها ؟؟؟؟؟
يمكنك متابعة نفس هذه البرامج بعد إنتهاء الشهر الفضيل بأوقات متفاوته ولكن ليس من العدل للقنوات الفضائية والمخرجين حكر المشاهد في كرسيه وتكديس هذا الكم من البرامج بعذر أنه موسم للمشاهدة للأسف أصبح لقب شهرنا الكريم بشهر التلفاز والأكل
كل هذه الدقائق تأخذ من وقتك في تأدية الواجب مع أهل بيتك وراحتك و في التركيز بالصلاة والصيام وختم القرآن والإستغفار وفعل الخير للناس حتى وإن كانت المبادرة برسالة نصية أو تغريدة
أنا شخصياً من المقاطعين لمشاهدة التلفاز خلال شهر رمضان المبارك وفعلاً استثمرت وقتي أكثر في الطاعات وتأدية واجباتي الأسرية ولله الحمد
في أول ساعات صيام شهرنا الكريم
تخيل أن هذا آخر يوم لك بالدنيا
تخيل أن شهر رمضان هذه السنه هو آخر رمضان تصومه
تخيل أنك مريض عاجز ولا تجد من يقدم لك الطعام
تخيل أنك في حرب وتجاهد لكي تؤمن الخبز لأهلك وأطفالك قبلك
تخيل أنك لا تمتلك المال لتشتري كل ما لذ وطاب و ينتهي به الحال في القمامة
تخيلات قاسية وواقعية في حياة البعض ولكن لكي تعيش شهر رمضان يجب أن تتخيل الحرمان
الحمدلله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأعظمها درجة أننا عشنا غرة رمضان
أطال الله أعماركم وحفظكم بعينه التي لا تنام أينما كنتم
Leave a Reply